K : Kero Melad Admin
المساهمات : 68 تاريخ التسجيل : 15/06/2013
| موضوع: محاضرة عن الشارة الخشبية السبت يونيو 15, 2013 5:23 pm | |
| الشارة الخشبية
لو أخذنا اسم الشارة الخشبية فان هذا الاسم يدل دلالة واضحة على معناها فالشارة هي العلامة المميزة او التي تميز بين عملين: عمل التلقي والأخذ وعمل البذل والعطاء لذا فان هذه الشارة العظيمة حقاً في قيمتها المعنوية, اذ القيمة ليست بالمادة نفسها انما بما ينطوي من معاني وراء هذه الشارة ولقد اخذت قيمتها لانها فاصل بين أخذ وعطاء. هذا تفسير لمعنى الشارة. وأما الخشبية فلأن الجزء المميز من هذه الشارة فهو معمول من نوع خاص يؤخذ من شجر الكوا قصة هذه الشارة الخشبية التي كانت في السابق تسمى وسام الغاب تعود الى زمن بعيد تعود الى زمن حرب البويز في بلاد الزولو والاشانتي من قارة افريقيا ايام معارك ماكفنج بين الجالية الانجليزية وحاميتها وبين اصحاب الارض الاصليين الزنوج اهالي بلاد الزولو والاشانتي كان للزنوج هؤلاء رئيس شديد المراس قوي العزيمه فيه كل صفات الرجولة والشجاعة والاقدام وكان يدرب رجاله تدريبا قوياً فقد اختار لهم للتدريب الرجال العظام من قومه ولقد اعجب به كل مفكر وانسان سمع به او علم شيئاً عن حياته. حتى ان مؤسس الحركة الكشفية قد أخذ طريقة هذا الرئيس واستعملها في أول مخيم كشفي الذي أقيم في جزيرة بروانسي بيسول هاربر ثم وضع هذه الطريقه في كتابه الكشفية للفتيان وطريق النجاح وكذلك في كتابيه الجندي الكشاف ومغامرات جاسوس كان بادن باول ضابطاً في الجيش البريطاني وقد قبل عرض الجنرال هنري سميث حاله بأن ينضم الى أركان حربه في بعثة الى افريقيا الجنوبية قبل بادن باول العرض وساهم في الحملة ضد قبائل الزولو الثائرة ثم عاد الى جزيرة مالطا وما لبث أن عاد الى افريقيا حيث كانت قبائل الاشانتي التي تضمها اليوم دولة غانا في ثورة عارمة يقودها الملك أو الرئيس برمبا ولم تكسر شوكة هذا الرئيس او الزعيم الا تسع حملات عسكرية وقد تم ذلك سنة 1901 م كتب بادن باول كتاباً أسماه مغامرات جاسوس واختار له هذا العنوان على ما يثيرة اليوم من اشمئزاز ونفور وكراهية ورغم هذا الاسم المنفر للكتاب الا انه كتاب مغامرات واستطلاعات ويرينا هذا الكتاب أهمية الاستكشاف والاستطلاع وان هذه المهمة جديرة بكل انسان ليقتحم الصعاب في سبيل الاستكشاف والمغامرة ويضطلع بالمسؤوليات الخطيرة ويستطلع ويفاجئ فيحبط خطط العدو ويكشف عما يحيك من خدع وعما يبيت من مقاصد. ثم ظهر له كتاب آخر يسمى كتاب صيد الخنازير وهذا الكتاب أصبح فيما بعد الرفيق والمرجع لهواة الصيد وذلك لما فيه من مغامرات وتخلص من مآزق. ومن هذين المتابين استفاد بادن باول كثيراً في حروبه حيث كان يطبق ما تضمنهما في حروبه مع قبائل الاشانتي وقبائل الزولو في بلاد المتابو بلاد الغابات والمخاطر وبعد ذلك كتب بادن باول سماه الحملة على بلاد (المتابلة) وأرى اني اختطف عبارة من هذا الكتاب للاهمية تقول "رب علامة صغيرة حقيرة لا قيمة لها تكشف لنا عن أمور خطيرة وكان أسلوبه في هذا الكتاب يقوم على الملاحظة والاستنتاج ولا غرو فهما أساس كل علم ومعرفة" استفاد بادن باول كثيراً من حرب البوير وخصوصاً في معركة ماكفينج بين المستعمرين الجدد الانجليز وبين الهولنديين المستعمريين القدامى أخذ بادن باول فكرة وسام الغاب من الزنوج السود وباحتكامه معهم حيث كان عددهم ستة أضعاف البيض وكان قسم كبير منهم موالي للانجليز الا أنه لم يكن بالامكان الائتمان الى جانبهم ومع ذلك استفاد منهم كثيراً وأخذ منهم فكرة وسام الغاب أو الشارة الخشبية رجع بادن باول الى بريطانيا عام 1907 حيث اعتزل الجندية والساسية وأخذ يمارس الحركة الكشفية بالمعنى الحقيقي وأول فكرة له أراد أن يطبعها كانت فكرة وسام الغاب أو ما يسمى The Scout Wood Badge أي الشارة الخشبية نرجع الى الرئيس الزعيم برمبا الذي تكلمنا عنه في بداية الحديث كان لهذا الزعيم مسبحة عدد حباتها (101) مصنوعة هذه الحبات من خشب شجر الكوا وهو شجر متين جداً لا يتكسر الا بصعوبة وهذا اشارة الى القوة وصعوبة تحويل القائد او المحارب او المدرب عن فكره ومبدأه الكشفي كما يصعب كسر خشبة شجر الكوا وهذا شيء رائع دارت حرب غير متكافئة بين رجال بحراب وحامية بمدافع وقنابل ورشاشات ومؤن وجيش نظامي, أبلى الوطنيون اصحاب البلاد الاصليين بلاء حسنا في بعض الهجمات الا أن الغلبة كانت للحامية الانجليزية وقتل الزعيم الرئيس برمبا وكان حفيد الزعيم صغيراً فلم يتمكن من استلام زمام الأمر والمبادرة من جده ومن ثم الحكم في القبيلة وكانت هناك مصالحة بين الجيش البريطاني والوطنيين ومن شروطها أن يحتفظ الوطنيون بهذه المسبحة التي كانت عندهم رمز القوة والصلابة والشجاعة وكانت العادة عند هذه القبيلة أنه اذا نجح أحد أفرادها باختبار الشجاعة والرجولة والمغامرات والاستطلاع والكشف قلده زعيمها برمبا من هذه الحبات حبة واحدة تربط في خيط مصنوع من جلد الثور البري رمز القوة والمتانة والصلابة والاقدام لان الثور البري معروف بهذه الصفات ويحتفل بذلك الرجل الذي نجح باختيار الشجاعة بأن يعلق في رقبته هذا الخيط الذي به الحبة المصنوعة من خشب الكوا الصلب. وبعد ذلك يصبح هذا الفرد محارباً من المحاربين الشجعان وعليه أن يقوم بتدريب غيره على أعمال الصيد والقنص والقتال وشؤون الحياة في الغاب وعلى هذا الاساس سميت الشارة الخشبية بوسام الغاب ولا تزال ليومنا هذا تسمى بهذا الاسم عند الانجليز حتى ينال أحد من الاشانتي هذه القلادة التي توضع في عنقه, يجب أن يكون من قبائل الكافير وهم رجال محاربون أقوياء طوال القامة لهم لون الشوكلاته وهذا المحارب حتى ينال هذه القلاده لا بد أن يمر بثلاثة مراحل ليصبح حاملاً هذه الشارة أو شارة الزعيم برمبا دور المغامر عندما يبلغ الفتى سناً تؤهله ليصبح محارباً يجرد هذا الفتى من ملابسه ويطلي جسده بدهان أبيض ويزود بترس ورمح يسمى السيجه وهو رمح من حديد صغير يدافع به الفتى عن نفسه ضد الاعداء والحيوانات يترك هذا الفتى في الغابة حراً بين الحيوانات والوحوش يفعل ما يشاء يكتسب أكله وقوته بالقوة وهو في هذه الحالة معرض للموت في كل لحظة اما من المحاربين القدامى أو من الحيوانات فعليه أن يعمل ما في وسعه ليعيش ويبقى في الغابة شهراً كاملاً يدير أموره بنفسه ويسمى الفتى في هذا الدور أم فان واذا رجع سالماً يكون هذا الفتى قد نضج وذهب عنه الخوف واكتسب القوة والشجاعة والاقدام فيجري له في القرية احتفال رائع بعد ذلك يتقدم هذا ال ( أم فان) ليصبح المحارب الفتى وهو الذي اختار امتحان الطلاء الابيض ورجع الى قريته سالماً وأخذ مكانه بين المحاربين الجدد الذين اجتازوا هذا الاختبار قبله وتحلوا بشجاعته وخبرته وبعد ذلك يدخل المعركة ويمارس القتال وصيد الحيوان ويبدأ بتدريب غيره على ذلك بعد فترة طويلة يصبح هذا ال ( ام فان) يصبح رنج كوب ويعني ذلك القائد والمحارب المحنك وبعد هذا يقلده حبة من مسبحته ذات ال (101) حبه كما يقلد تماماً قائد الكشافة (وسام الغاب) او الشارة الخشبية هذا مختصر جداً عن درجات تقليد وسام القوة او وسام الغابة الذي كان يمنحه رئيس القبيلة برمبا للرنج كوب أخذ بادن باول هذه الفكرة من أهالي الشانتي والزولو وطبقها أول ما طبقها في بلاده ويقال والله أعلم أنه في احدى المعارك في بلاد الزولو وبعد مقتل زعيمها برمبا وصلت الى بادن باول مسبحة الزعيم وكان فيها (60) ستون حبة فقط فاحتفظ بها ان حبات هذه المسبحة أصغر وشكلها يختلف قليلاً من حيث الحجم عن الحبات المقلدة. قلد بادن باول أول قائد في بريطانيا بعد أن أقام أول مخيم كشفي في جزيرة بروان سي وقد نجح هذا المخيم نجاحاً كبيراً وذلك بفضل ومساعدة مساعديه الكبار وكان عدد الذين اشتركوا من الفتيان عشرين كشافاً كانوا من مختلف الطبقات الاجتماعية |
| |
|